إذا سبق لك أن شاهدت مخططًا بيانيًا واعتقدت أنه مجرد خطوط وشموع، فأنت لست الوحيد. وراء تحركات الأسعار هذه توجد أشكال تعطي تلميحات عن اتجاه سوق التداول. هذه الأشكال هي أنماط الرسوم البيانية، ويستخدمها المتداولون منذ عقود كدليل لما سيحدث في المستقبل. توضح الأنماط ما إذا كان السعر سيستمر في حركته في نفس الاتجاه أم أنه على وشك الانعطاف.
المثير للاهتمام في أنماط الرسوم البيانية هو أنك لست بحاجة إلى معرفة الرياضيات أو استخدام معادلات معقدة لاستخدامها. مع الممارسة، ستبدأ في ملاحظتها بشكل طبيعي. بمجرد أن تصبح قادرًا على تحديد هذه الأنماط، يمكنك استخدامها لتحسين توقيتك، وتجنب التحركات الخاطئة، واتخاذ قرارات تداول أكثر استنارة.
تابع القراءة للتعرف على بعض الأنماط الأكثر أهمية، وكيف يمكن أن تغير استراتيجيتك في التداول وكيف تنظر إلى الأسواق.
نمط الرسم البياني للرأس والكتفين
هذا النمط هو من بين إشارات الانعكاس الأكثر موثوقية. تخيل ثلاث قمم متتالية، حيث تكون القمة الوسطى هي الأعلى، والمعروفة أيضًا باسم الرأس، بينما تكون القمتان الأخرى على اليمين واليسار أقصر، والمعروفتان باسم الكتفين. ويُطلق على الخط المرسوم عبر القيعان بينهما اسم خط العنق. وبمجرد انخفاض السعر إلى ما دون خط العنق، فهذا يعني عادةً أن الاتجاه الصعودي قد انتهى وأن السعر قد يبدأ في الانخفاض.
هناك أيضًا النسخة المعاكسة المعروفة أيضًا باسم الرأس والكتفين العكسي. والفرق الوحيد هو أنه ينقلب رأسًا على عقب وغالبًا ما يظهر بعد اتجاه هبوطي طويل مما يشير إلى أن السعر قد يبدأ في الارتفاع مرة أخرى. ويفضل المتداولون هذا النمط على نطاق واسع نظرًا لأنه سهل التحديد ويميل إلى أن يكون أكثر دقة مقارنة بالأنماط الأخرى.
أنماط الرسم البياني ذات القمم المزدوجة والقيعان المزدوجة
هذا نمط انعكاس شائع آخر. يشبه القمة المزدوجة الحرف ”M“ ويحدث عندما يرتفع السعر، ثم ينخفض، ثم يرتفع مرة أخرى إلى نفس المستوى تقريبًا. ومع ذلك، يفشل في الاستمرار في الارتفاع، مما يعني أن السوق حاول مرتين كسر المستوى الأعلى ولكنه لم يتمكن من ذلك. لذلك، قد يبدأ في الانخفاض بدلاً من ذلك.
القاع المزدوج هو عكس ذلك، ويشبه الحرف ”W“. ينخفض السعر، ثم يرتد صعودًا، وينخفض مرة أخرى إلى نفس المستوى تقريبًا، ثم يرتفع. وهذا مؤشر على وجود دعم قوي في السوق عند هذا المستوى، وأنه قد يبدأ في الارتفاع. هذه الأنماط مهمة للغاية لأنها عادةً ما تظهر النقطة التي يضعف عندها المشترون والبائعون ويصبح الاتجاه جاهزًا للتغيير.
المثلثات والأوتاد
المثلثات هي أنماط استمرارية. وهذا يعني أنها غالبًا ما تشير إلى أن الاتجاه الحالي سيستمر بعد انتهاء النمط. يحدث المثلث المتماثل عندما تستمر الأسعار في تحقيق قمم منخفضة وقيعان مرتفعة، مكونة شكلاً ضيقاً ومضغوطاً.
المثلث الصاعد له قمة مسطحة وقاعدة صاعدة. بينما يستمر البائعون في الحفاظ على المستوى الأعلى، يزداد قوة المشترين، مما يدفع السعر ببطء إلى الأعلى. في معظم الأحيان، ينكسر السعر في النهاية إلى الأعلى. على العكس من ذلك، المثلث الهابط له قاعدة مسطحة وقمم منخفضة، وعادة ما ينكسر إلى الأسفل. المثلثات مفيدة في تحديد اتجاه السعر بعد فترة من الحركة الجانبية.
على الرغم من أن الأوتاد تشبه المثلثات للوهلة الأولى، إلا أن هناك فرقًا أساسيًا بينهما. الأوتاد هي أنماط حيث يتجه كلا الخطين إلى نفس الاتجاه، سواء صعودًا أو هبوطًا. يحدث الوتد الصاعد عندما تستمر الأسعار في الارتفاع ولكنها تبدأ في التحرك بخطوات أصغر. قد يكون هذا تحذيرًا بأن الاتجاه الصعودي أصبح أضعف وقد ينخفض قريبًا.
من ناحية أخرى، في الوتد الهابط، تتحرك الأسعار إلى مستويات أدنى، ولكن الخطوات تصبح أصغر وأقرب إلى بعضها البعض، مما يدل على أن البائعين يفقدون قوتهم وأن السعر قد يرتفع بمجرد اختراقه. لا تظهر الأوتاد بشكل متكرر مقارنة بالأنماط الأخرى. ولكن بمجرد ظهورها، يمكن أن تعطي تلميحات مفيدة للغاية حول ما قد يحدث بعد ذلك.
أعلام ورايات
عادة ما يظهر هذا النمط البياني عند حدوث حركة غير متوقعة في الأسعار. لنفترض أن هناك ارتفاعًا قويًا. بعد هذه الحركة الكبيرة، يتوقف السعر قليلاً، ويتحرك بشكل جانبي أو عكس الاتجاه قليلاً. وهذا يخلق شكلاً صغيرًا يشبه العلم. بعد ذلك بوقت قصير، عادة ما تستمر الأسواق في الاتجاه الأولي بحركة قوية أخرى.
على الرغم من تشابهها، فإن الرايات تشبه مثلثات صغيرة جدًا وليس مستطيلات. الرايات والأعلام هي أنماط استمرارية قصيرة الأجل يستخدمها المتداولون غالبًا للدخول إلى الأسواق التي تتحرك بسرعة دون السعي وراء الحركة الكبيرة الأولية.
كوب ومقبض وقاع مستدير
نمط الكوب والمقبض هو نمط سهل الرؤية. تخيل شكل حرف ”U“، مشابه لكوب الشاي، يليه انخفاض صغير، وهو المقبض. بمجرد أن يخترق السعر فوق المقبض، غالبًا ما يؤدي ذلك إلى حركة صعودية قوية. يستخدم المتداولون هذا النمط لتحديد فترة توقف صحية قبل الارتفاع التالي.
القاع المستدير، المعروف أيضًا باسم الصحن، هو نمط تدريجي آخر يدل على تغير الاتجاه. يتغير السعر تدريجيًا من الهبوط إلى الصعود، بدلاً من التحرك صعودًا وهبوطًا بسرعة. على الرغم من أن تشكيله قد يستغرق بعض الوقت، إلا أنه غالبًا ما يبدأ اتجاهًا صعوديًا أطول عندما يتشكل.
أنماط مخططات الشموع اليابانية
بعض الأنماط لا تستغرق أسابيع لتتشكل، بل تظهر في غضون شمعة أو شمعتين فقط. على سبيل المثال، يتشكل نمط شمعة دوجي عندما تكون أسعار فتح وإغلاق الشمعة متقاربة تقريبًا، مما يدل على عدم اليقين واحتمال حدوث تحول في السوق.
الشمعة المبتلعة هي نمط شمعدان شائع آخر. هنا، تغطي شمعة واحدة جسم الشمعة السابقة بالكامل. تظهر الشمعة المبتلعة الصعودية عند حدوث اتجاه هبوطي، وتشير إلى انعكاس الاتجاه صعودًا. من ناحية أخرى، يمكن أن تكون الشمعة المبتلعة الهبوطية بمثابة تحذير من حدوث انخفاض.
تتميز الشموع ذات الشكل المطرقي والشموع المعلقة بجسم صغير وفتيل سفلي طويل، وتشير إلى حدوث انعكاسات بناءً على موقعها على الرسم البياني. عند استخدامها مع تحليل دقيق، يمكن أن توفر أنماط الشموع إشارات مفيدة على المدى القصير، على الرغم من صغر حجمها مقارنة بالأشكال الأكبر المذكورة أعلاه.
كيفية استخدام أنماط الرسوم البيانية
انتظر دائمًا إشارة واضحة قبل اتخاذ أي إجراء. تكون الحركة القوية فوق أو تحت مستوى رئيسي أكثر موثوقية عندما تكون مدعومة بنشاط تداول كافٍ. يساعدك ذلك على تجنب الإشارات الخاطئة، التي قد تدفع المتداولين إلى اتخاذ قرارات خاطئة.
يجب أخذ مستويات الدعم والمقاومة في الاعتبار لأن العديد من الأنماط تتشكل حولها. وعادة ما تكون الأنماط التي تكسر المستويات الرئيسية أكثر موثوقية من تلك التي تكسر المستويات الثانوية.
اجمع بين هذه الأنماط وأدوات أخرى مثل الجداول الزمنية أو أخبار السوق، واستخدم دائمًا إدارة مخاطر قوية مثل أوامر وقف الخسارة.
خاتمة
أنماط الرسوم البيانية مفيدة، ولكنها لا تضمن النجاح. فهي تجعل نهج التداول الخاص بك أكثر فعالية وقراراتك أكثر استنارة. لا تتنبأ أنماط الرسوم البيانية بالمستقبل، ولكنها تعطي أدلة مفيدة حول ما قد يحدث. من خلال تعلم كيفية اكتشافها، يمكنك رؤية التوازن بين المشترين والبائعين بشكل أفضل وملاحظة فرص التداول التي قد تفوتك بخلاف ذلك.
إخلاء المسؤولية: لا تعتبر هذه المعلومات نصيحة استثمارية أو توصية استثمارية، بل هي رسالة تسويقية.
